بلغة جميلة تلامس المستوى الشعري في وحدات سردية معينة، وبراوية واحدة، وخط سردي متلاحق، وتقنيات الإسترجاع والتذكر والحلم والتخيل، استطاعت علياء الكاظمي كتابة نص روائي يعيدنا إلى زمن الحب الجميل (يا بعده) العنوان الذي اختارته الكاتبة للتعبير عن قصة عشق بين “بسمة” و “حمد” ابتدأت بالأحلام، وانتهت بالموت.
والرواية أقرب إلى أن تكون واقعية ، “أحبتي .. لقد تقمصت شخصية بطلة القصة خلال الكتابة وانصهرت روحي مع روحها فأحسست بمشاعرها ومعاناتها كاملة (…) ، وهكذا بدأت علياء الكاظمي بكتابة عمل تفيض سطوره إحساساً بقصة فتاة نبيلة … عاشت حباً عظيماً … في زمن ندر فيه الحب … وشحّت فيه المشاعر وخُنقت فيه الأحاسيس.
“يا بعده” قصة عاطفية جرت بين “حمد” الشاب الذي تخرج حديثاً من الولايات المتحدة وتقدم لخطبة “بسمة” إبنة الجيران، وتتم الخطوبة بأجواء من السعادة والسلام، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. يكتشف “حمد” وقبل إتمام الزواج، أنه مصاب بسرطان الدم، وهنا تواجه “بسمة” رفضاً جماعياً من العائلة بعدم إتمام الزواج فتبدأ في مواجهة عائلتها بالكامل ومجتمعها، وتقف إلى جانب حمد في محنته وترافقه في رحلة العلاج إلى أميركا، وسيل من الحزن يعتمر قلبها، ويشاء القدر أن يموت “حمد” في النهاية، وتعود بسمة ممزقة القلب إلى بلادها، وتواصل مشوارها في الجامعة لإتمام دراستها، تنجح بتفوق وتُعيّن كمعيدة (أستاذة) في الجامعة، وترفض كل من يتقدم لخطبتها لأنها مسكونة بحب “حمد”، وتمضي الأيام، فتكتشف أن أستاذها الجامعي “خالد” الذي كانت تكن له الإعجاب والإحترام يريدها زوجة، فيتقدم إليها، بعد أن كان قد سمع عن إخلاصها وحبها لحمد، ويتم زواجها من الأستاذ خالد … وتستمر الحياة.
